اعتراف بالدموع:
أنا زوجة منحرفة.. وهذه هي الأسباب!
المرأة الفاضلة لاتحكي عن نفسها كثيرا.. ولكن الناس هم الذين يتحاكون عن شرفها وسيرتها الحميدة وسلوكها البعيد عن ثمة شك أو ريبة.. أما المرأة الساقطة فهي كثيرة الثرثرة والحديث عن الشرف.. كما انها ذات صيت وشهرة في ملفات الشرطة!.. وفي النهاية تجلس في لحظة ندم تبكي وتولول وتنعي حظها وتعلق حظها العاثر علي شماعة الآخرين!.. لكن منال هذه المرة لم تعلق اخطاءها علي غرباء.. وانما علي زوجها.. ولان المرأة لاتفسدها إلا امرأة فقد اخذت منال في طريقها أختها!.. كسبوا مالا كثيرا.. لكن الآن تنهمر دموعهم طويلا.. الاختان وزوج الاخت الكبري.. أما ما كسبوه فقد ضاع مع الحرية والشرف واشياء أخري ثمينة!
أخبار الحوادث تترك منال تروي قصة سقوطها لعل وعسي تفيد امرأة أخري تدفعها الظروف إلي نفس المواقف!
داخل مكتب المقدم علاء عابد رئيس مباحث الهرم ومعاونه الرائد محمد الصغير.. جلست 'منال' تروي حكايتها من البداية.. وحتي لحظة سقوطها.. لحظة النهاية.. حاولت أن تتماسك في الحديث.. ولكن دموعها جعلتها تتحدث بصعوبة، رغم ذلك كانت اجابتها بمثابة الطلقات التي دوت.. قالت:
أرجوكم.. قبل أن تحاسبوني.. اسمعوني؟!
أنا مجني عليٌّ.. زوجي هو السبب.. قدمني لاصدقائه وبمحض إرادته وأمام عينه.. لا أعرف.. أي رجل هذا يرضي علي نفسه أن تكون زوجته في أحضان رجل غريب!
.. وفي النهاية كان هو يقبض الثمن؟!
زوجي العاطل
منذ ثلاث سنوات بالتحديد تقدم لي شاب.. وسيم.. ثري.. يمتلك سيارة أحدث موديل.. أوهمني بأنه يمتلك شركة للاستيراد والتصدير بالقاهرة ولديه شقة تمليك بمنطقة بولاق الدكرور.. في البداية وافقت عليه كعريس لقطة.. كنت أبحث عنه من زمن طويل خاصة في ظل الظروف القاسية التي عشتها داخل محيط الأسرة الفقيرة.. التي كانت تجد قوت اليوم بالكاد؟!..
ولكن والدي مثل أي أب.. أخذ يسأل عن هذا العريس.. كي يطمئن قلبه فاكتشف.. أنه مفلس.. ولايمتلك شركة ولا أي شيء.. هو مجرد مكتب صغير بمنطقة الشرابية.. كان قد استأجره منذ وقت طويل وطرده صاحب المكتب لأنه لم يدفع الايجار.. رفض والدي إتمام الزيجة خاصة بعد أن واجه العريس بحقيقته وكيف خدعهم قبل إتمام الزفاف؟!.. ولكني أنا التي وقفت أمامهم جميعا من أجل هذا الشخص الذي رماني في الوحل؟!
المهم ان الزواج تم.. وليته لم يحدث؟
وذهبت معه إلي شقته بمنطقة بولاق الدكرور وحتي كانت المفاجأة الاخري في انتظاري.. اكتشفت أن زوجي عاطل.. لايحب العمل.. طلبت منه أن ينزل للبحث عن أي وظيفة.. ولكن في النهاية كان نصيبي منه.. علقة ساخنة.. أرقد بعدها في السرير من شدة التعب؟!
تاجر مخدرات
.................؟!
مرت الايام تباعا واكتشفت المفاجأة الثالثة.. وكانت صدمة جديدة تلقيتها من زوجي.. اكتشفت أنه تاجر مخدرات؟!.. نعم تاجر مخدرات!
.................؟!
بالصدفة البحتة وأنا أنظف الشقة وفي حجرة النوم وجدت أسفل السرير مجموعة كبيرة من الكراتين لم أشاهدها من قبل.. وبدون تفكير بحثت في هذه الكراتين لأجد بداخلها مجموعة متنوعة من حاجات غريبة جميع أنواع المخدرات.. وبكميات كبيرة.. انتظرت وحتي عاد في المساء بعد أن أوهمني بأنه متعب من العمل وعندما واجهته بالحقيقة.. وما كان منه إلا انه بشجاعة لم أعهدها فيه فقد اعترف لي بأنه يعمل بتجارة المخدرات. وحتي يستطيع الانفاق علي المنزل؟!.. جن جنوني.. طلبت منه الطلاق رفض.. بل وأرغمني غصب عني علي العمل معه.. علمني الصنعة.. كنت أستقبل الزبائن داخل الشقة.. اعطيهم المخدرات من رجال وشباب ونساء.. لا أعرف كيف انجرفت معه إلي هذا الطريق المظلم.. شقيقتي 'هند' كانت تعرف عني كل شيء.. كانت تنصحني أن أهرب من هذا المنزل الملعون.. ولكني كنت لا أستطيع لا أدري لماذا؟! أنجرفت في هذا الطريق.. وحتي فجأة وجدت زوجي يخبرني ذات يوم بأنه علينا أن نغادر هذه الشقة فورا.. وحينما سألته عن السبب أخبرني أن المباحث بدأت تراقب التحركات وعلي وشك القبض علينا.. لملمت متعلقاتي وملابسي وذهبنا معا إلي منزل أسرتي.. بالتحديد جلسنا معهم يومين وحتي جاء زوجي أخبرني أنه قام ببيع الشقة واشتري شقة أخري بمنطقة الهرم.. فرحت كثيرا.. واعتقدت أن هذه هي نهاية المطاف خاصة بعد أن وعدني زوجي بأنه سوف يبتعد نهائيا عن هذا الطريق.. وسوف يسلك مهنة أخري!!
باع جسدي!
.................؟!
في البداية لم يفصح عن مهنته الجديدة.. وأوهمني بأنه سوف يفكر في أي وسيلة للمعيشة.. وحتي كانت المفاجأة الأخيرة التي كانت محطة النهاية في حياتي.. زوجي سوف يعمل قوادا؟!
نعم هكذا.. بل سوف يتاجر بعرضه..
في البداية وجدت مجموعة من الرجال المشبوهين يترددون علي الشقة الجديدة.. والتي أثثها بأفخر الاثاث.. يجلسون بالساعات الطويلة داخل الشقة بل وحتي الصباح في أحيان كثيرة.. كنت اترك زوجي وأدخل انام علي سريري.. وحتي وجدت ذات يوم شخصا يتحسس جسدي.. اعتقدت أنه زوجي.. وحينما نظرت إليه وجدته شخصا آخر غريبا من أصدقائه الذين يسهرون عنده كل يوم.. صرخت بأعلي صوتي لعل زوجي يأتي ويظهر رجولته ويقوم بإخراج هذا الشيطان من المنزل.. ولكني اكتشفت أنه لم يتحرك له ساكن.. بل طلب مني وبكل برود أن اسايره لأنه قبض الثمن.. رفضت وما كان من زوجي وصديقه إلا وقاما بضربي في كل انحاء جسدي وحتي سالت مني الدماء.. ومارس معي صديقه الرذيلة وأمام عين زوجي؟!
مرت الليلة الحزينة وفي الصباح أخذت في جمع ملابسي حتي أغادر هذا المنزل اللعين.. ولكني وجدت زوجي يهددني بفضحي وأنني علي علاقة بصديقه وأوهمني بأنه صورني عارية معه.. خشيت الفضيحة.. وجلست داخل المنزل.. مرت ثلاثة أيام وحتي فوجئت بشخص آخر يدخل علي غرفة نومي في وسط الليل ويطلب مني أن أمارس معه الرذيلة بعد أن قبض زوجي الثمن.. لم أجد أمامي بديلا.. وهكذا تكررت الواقعة في كل يوم.. وحتي قمت في وجه زوجي ذات مرة أطلب منه أن يكون لي نصيب في هذه العملية.. وحدثت مشاجرة معه انتهت في النهاية أن يكون لي النصف.. كنت أقوم بجمع المال حتي أحمي نفسي من المستقبل.. لم أتوقع لحظة أن تكون نهايتي سوف تكون قريبة..
حتي أختي!
حكاية شقيقتي أنني كنت أروي لها كل كبيرة وصغيرة في حياتي.. وحتي ما كان يحدث مع كل رجل.. طلب مني أن أعمل معها.. رفضت أن يكون مصيري المظلم هو مصير شقيقتي.. ولكنها ذهبت إلي زوجي وطلبت منه أن تعمل هي الأخري.. وبالطبع وافق زوجي.. ولأن الفلوس سوف تزيد..
.................؟!
لا لم يشك في أحد من الجيران أو سكان المنطقة.. بل بالعكس كنت دائما أتحدث أنا عن الشرف والعفة مع جيراني.. وكيف تحافظ المرأة علي شرفها.. وكان الكل يصدق كلامي.. وباعتباري امرأة فاضلة؟! ولكن في الحقيقة كنت عكس ذلك..
ضبطوني متلبسة!
قصة سقوطي والسيناريو الذي حدث.. كنت أتوقعه اليوم قبل الأمس.. فأنا لاحظت أن هناك شيئا غريبا يحدث داخل العمارة الفاخرة التي نسكن بها.. أبلغت زوجي بمخاوفي وشكوكي تجاه ما يحدث.. ولكنه لم يهتم وظل هو الآخر يعمل بالمخدرات وحتي فوجئت ذات يوم بمجموعة من ضباط مباحث الآداب يدخلون الشقة ومعهم إذن النيابة.. وجدوني في أحضان رجل أمارس معه الرذيلة.. وفي الغرفة الأخري كانت شقيقتي 'هند'.. وزوجي يجلس في صالة الشقة يتناول المخدرات؟!
أدركت وقتها أن النهاية المأساوية قد حانت.. وحان وقت الحساب في الدنيا.
***
كانت معلومات قد توافرت أمام اللواء عبدالوهاب خليل مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة عن نشاط شقة مشبوهة لممارسة الرذيلة يمتلكها تاجر مخدرات وتعاونه زوجته وشقيقتها.. وضع اللواء جاد جميل مدير المباحث الجنائية خطة لمراقبة الشقة وحتي تم التأكد من المعلومات.. وداهم المقدم علاء عابد ومعاونه الرائد محمد الصغير الشقة وتم القبض علي أصحابها.. وأمر العميد محسن خضر مأمور قسم الهرم بإحالة الزوج وزوجته وشقيقتها إلي النيابة التي أمرت بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق.